|

قصة مؤثرة عن الثبات في زمن الفتن للكبار والصغار

مقال ويحك لا تفتحه

نعيش اليوم في زمن الفتن حيث كثرت المغريات والشبهات، ونحتاج إلى قصة مؤثرة عن الثبات في زمن الفتن للكبار والصغار تعلمنا معنى الصبر والثبات. وتقدم دروسًا عملية في مواجهة تحديات الحياة، والثبات في مواجهة الشبهات

“وَيحَكَ لا تَفتَحْه”

جلست سَديم عند النافذة، تحدّق في السماء الغائمة، وقد بدا على وجهها بعض القلق. جلس حيان إلى جانبها، يراقب صمتها قبل أن يبدأ حديثه بصوت هادئ:

-سديم، هل تعلمين أن الفتن قد تأتي حتى في زمان الصالحين؟

رفعت سديم عينيها نحوه، وقالت:

=كيف ذلك يا حيان؟ ألم يُبعث الصالحون ليكونوا نورًا في الأرض؟

تابع حيان، وقد ارتسم على وجهه جديّة:

حافة الهاوية

رفعت سديم عينيها إليه بثبات، وأجابت:

=إذن يا حيان، الفتنة لا تحدث عند محاولة الدخول فيها، أو الفضول في تجربتها فقط، بل حتى مجرد الاقتراب منها خطير، وكأنها نار، كل من اقترب منها لا يخرج سالمًا!

هز حيان رأسه موافقاً، وقال:

-بالضبط، ومن حام حول الحمى يوشك أن يسقط فيه.

ابتسمت سديم قليلاً، ثم أخذت نفساً عميقاً وقالت:

=هذا يجعلني أفكر، كثيرون يظنون أن الفضول والاطلاع على الممنوع أو المثير للفتن أمر عابر، لكنهم لا يدركون أنهم بذلك يضعون أقدامهم على حافة الهاوية!

أومأ الحيان، مُضيفًا:

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا من الفتن؟

ابتسمت سديم ببطء، وقالت:

-يا أخي، هذه الكلمات ليست مجرد وصف لما نحن فيه الآن، بل تحذير لكل قلب حيّ. ألا ترى كيف يصبح الإيمان هشًّا كالشعرة بين مصيرين؟ قليل من يتمسك بدينه في زمن الفتن، وقليل من يحمي قلبه من الانجراف في دواماتها!

هزّ الحيان رأسه، وأضاف:

الموقف الحاسم: الثبات على الحق

ذروة الأحداث: الاختبار الصعب

 -ذكر مُعاذ بن جبل أن خراب يثرب وخروج الملحمة وفتح القسطنطينية وخروج الدجال مرتبطةٌ، وأن الأمر متسلسل، كما لو أن كل حدث يهييء الأمر للحدث التالي.

ردّت سديم بحزم وعيونها تلمع بالانتباه:

تمامًا! وكل فقرة في هذه الأحاديث تفتح أمامنا بابًا للتفكر، الملحمة الكبرى ليست مجرد أحداث بعيدة، بل هي انعكاس لكل فتنة صغيرة تظهر في حياتنا اليومية، دمشق يوم الملحمة هي مركز المؤمنين،

يوم كسنة ويوم كشهر

نبي الله عيسى بن مريم وأخر الزمان

لكل فتنة نهاية

الملحمة الكبرى

ردت سديم، بصوت هاديء:

=إنها محنة شاملة، الأرض نفسها تُختبر، الناس، كل شيء. لكن الحكمة تكمن في الثبات، وفي معرفة أن كل مشهد من هذه الفتن له نهاية، وأن الله يُخلّص عباده المؤمنين، ويُغربل الناس أجمعين ليُميز الخبيث من الطيب، المنافق من المؤمن!

ابتسم الحيان، وقال:

-وكأن كل فتنة تمثل دربًا طويلًا من التجارب، من الملحمة الكبرى، إلى الدجال، ثم يأجوج ومأجوج… وكلها تختبر القوة الداخلية، وليس الجسدية فحسب، بل رُبما أنها في أحيانٍ كثيرة لا تختبر قوتنا الجسدية البتة.

أومأت سديم برأسها:

-الدرس الأكبر هو أن الإنسان يدرك قيمة الثبات الآن، قبل أن تأتي الفتن الكبرى، أن يتدرب على الصبر، على اليقين، على الإيمان، فالقلب المحصن وحده، من سيبقى صامدًا. صمتا للحظة، كأنهما يستوعبان عظمة المشهد، ثم عادت الأنفاس ببطء، بينما المشهد في ذهنهما يملؤه شعورٌ بالرهبة، لكنه مزيج من الأمل واليقين.

جلس الحيان متأملًا بعد سرد فتنة يأجوج ومأجوج، ثم قال:

-سَديم، بعد كل هذه المشاهد، كيف للإنسان أن يحمي نفسه من هذه الفتن؟

ابتسمت سديم، وعيناها تنيران بفكرها العميق:

=الحياة كلها امتحان، والسعيد من جُنِّب الفتن.

الاعتصام بكتاب الله وسنته

أكمل الحيان:

-وهل يكفي مجرد تجنب الفتن الكبرى؟

هزّت سديم رأسها نفيًا:

=كلا، يجب أن يكون الإنسان مُتصلًا بكتاب الله وسنة نبيه، يعتصم بهما.

وليس الأمر مجرد تقليد، بل فهم وعمَل… عمل بطاعة الله على نور من الله، وترك المعصية على نور من الله، رجاء رحمة الله وخوفٌ من عقابه.

نظر الحيان إلى الأفق، وكأنه يستوعب المعنى:

-يعني أن الثبات في قلب الإنسان لا يُقاس فقط بعدم الوقوع في الفتن، بل بفهم الطريق والاعتصام بما يقيه!

أضافت سديم، بصوت هادئ وحازم:

=بالضبط! التقوى ليست مجرد شعور، بل حياة يومية، معرفة أن كل اختيار صغير أو كبير يمكن أن يُقربك من الحق أو يجرّك نحو الفتنة، كلما زادت يقظتك، زادت حمايتك. صمتا قليلًا، حيث شعرا معًا بأن الفهم العميق للتقوى والاعتصام بالكتاب والسنة هو الدرع الحقيقي أمام أي فتنة، مهما عظمت.

كيف نتقي الفتن والشرور

جلس حيان بجانب سديم بعد مرور الوقت الطويل على حديثهما عن الفتن الكبرى ثم قال:

-سَديم، يبدو أن الفتن لا تتوقف، كيف للإنسان أن يمضي في حياته مطمئنًا وسط كل هذه المِحن؟

أجابت سديم بصوت هادئ وقور:

=الطريق واضح، لكنه يحتاج إلى رفقٍ وأناة! العجلة لا تأتي بالخير، والتأني والرفق يقودان إلى بركةٍ وعواقب حميدة، ومن يندفع في أموره اندفاعًا، يفتح على نفسه باب الزلل والانحراف، ومن يتأمل في تصرفاته ويزن العواقب، يصل بإذن الله إلى ما يُسعده في الدنيا والآخرة.

تنهدت وقالت:

أومأ حيان برأسه، وقال:

-وهل يكفي ذلك؟

أضافت سديم:

=كلا، هناك ضوابط أخرى مهمة.

ومن يندفع ويتهور في معالجة الأمور ويبتعد عن سبيل الأناة والتؤدة يفتح على نفسه وعلى غيره من عباد الله بابًا من الشر والبلاء يتحمل وزره ويبوء بإثمه ويجني عاقبته الوخيمة.

=ومن يندفع بتهور يفتح لنفسه ولغيره باب الشر والبلاء، فليحرص كل منا أن يكون مفتاحًا للخير.

نظر الحيان إلى السماء متأملًا، وقال:

-وماذا أيضًا؟

التحذير من الفرقة

أهمية الدعاء في مواجهة الفتن

صمتا للحظة، وجلس الحيان يتأمل كلمات سَديم، مستشعرًا عمق المعاني التي حملتها: التقوى، الصبر، الاعتصام بالكتاب والسنة، جماعة المسلمين، الدعاء، وحصانة العلم الراسخ…
كل ذلك إنما هو بمثابة درع يحمي قلب الإنسان وعقله من كل فتنة قد تظهر.

تساؤلات:

والآن عزيزي القاريء، أخبرني:
 أأنت مُستعدٌ لتلك الفتن؟ أأنت جاهزٌ لتبتعد عنها؟ أم أنك تُفتن بكُل صغيرةٍ وكبيرةٍ لا تقوَ على الابتعاد عنها؟
 تُرى هل سيكون لك من بين رفاقك رفيقٌ واحدٌ يُعينك على الفتنة؟ أم أن جميع رفاقك ينهرونك حينما تحاول الابتعاد عن الفتن وعمل بعض الصالحات؟ 
 أأنت مُستعدٌ لمواجهة فتنة الملحمة الكُبرى؟ أم أنك قد ترتدُ في آخر أنفاسك وتموت كافرًا؟
أأنت مُستعدٌ لفتنة المسيح الدجال؟ أم أنك ستؤمن به وتدخل جنته التي هي نار الله؟
أأنت مُستعدٌ لفتنة يأجوج ومأجوج؟

إذن:

عليك أن تعلم يا فتى أن أفضل طريقةٍ لتجنب الفتن هي الابتعاد تمامًا عنها، والابتعاد تمامًا عن كل من يُعينك على الاقتراب منها، إياك أن تقرب الفتنة، لا أحد منا كبيرٌ على الفتنة، رُبما تجدني اليوم أنصحك، ثم تجدني مُنتكسةً لأنني قاربت الفتنة حتى سقطت فيها، لذا حذارِ من مخالطة الفتنة، حذارِ.

الدروس المستفادة من القصة للكبار والصغار:

الثبات على الحق هو طريق النجاة

  • مهما كثرت المغريات والشبهات في زمن الفتن، يبقى الصبر والثبات هما السلاح الأقوى.

التربية على القيم من الصغر تحمي الكبار والصغار

  • حين نربي أبناءنا على الإيمان والصدق، يكونون أكثر قدرة على مواجهة الفتن المعاصرة.

الصبر على الشهوات أصعب من الصبر على البلاء

  • كثيرون يصبرون عند المصائب، لكن القليل من يصبرون عند الإغراءات، وهنا يظهر المؤمن الحق.

الفتن سنة من سنن الحياة

  • لا يمكن الهروب من الفتن، لكن يمكن مواجهتها بالعلم، والوعي، وحسن التوكل على الله.

كل موقف هو اختبار للإيمان

  • كما في القصة، قد تأتي لحظة تعرض فيها على الإنسان فرصًا سريعة لكنها باطلة، وهنا يكون الاختبار الحقيقي.

قصص الفتن ليست مجرد حكايات

العبرة من قصة زمن الفتن الحالي

“العبرة من هذه القصة أن زمن الفتن ليس مجرد زمن نقرأ عنه في الكتب، بل هو واقع نعيشه اليوم. المغريات، الشهوات، وضغوط الحياة قد تزلزل القلوب، لكن المؤمن الحق هو من يثبت على طريق الله. القصة تذكرنا أن الصبر والثبات هما طريق النجاة، وأن التربية الصالحة للأبناء هي الحصن الذي يحميهم من الانجراف وراء الباطل. فالعبرة أن النجاة لا تكون بكثرة المال أو اتباع الناس، بل بالتمسك بالحق والإيمان مهما كانت التضحيات.”


ما معنى زمن الفتن؟

زمن الفتن هو المرحلة التي يكثر فيها انتشار الشبهات، المغريات، والابتعاد عن الحق، مما يحتاج إلى صبر وثبات لحماية النفس والأبناء.

لماذا نحتاج إلى قصص عن الفتن في حياتنا؟

لأن القصص تساعد على تقريب المعنى للقلوب، وتجعل الدروس التربوية والدينية أكثر تأثيرًا للكبار والصغار.

ما هي أبرز العبرة من قصة زمن الفتن؟

العبرة الأساسية هي أن الثبات على الحق والصبر أمام المغريات هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة.

هل تصلح هذه القصة للأطفال أم للكبار فقط؟

القصة مكتوبة بلغة تناسب الكبار والصغار معًا، لتقديم دروس تربوية مبسطة وعميقة في آن واحد.

كيف تساعد القصص الدينية على مواجهة الفتن؟

القصص الدينية تربط الأحداث بالقيم والإيمان، وتمنح القارئ نموذجًا عمليًا لكيفية الثبات على الحق.

ما الفرق بين الصبر على الفتن والصبر على البلاء؟

الصبر على الفتن يعني مقاومة الشهوات والشبهات، أما الصبر على البلاء فهو تحمل الابتلاءات والمصائب بصبر وإيمان.

هل قراءة القصص تعزز التربية الإيمانية للأبناء؟

نعم، لأن القصص تجعل الطفل يتعلم من المواقف بطريقة عملية أقوى من الوعظ المباشر.

ما الدروس التربوية التي نستفيدها من قصص الفتن؟

أهم الدروس: الثبات على الحق، الصبر، التربية على القيم، والوعي بمغريات الحياة.

هل قصص زمن الفتن مرتبطة بواقعنا اليوم؟

نعم، فالمغريات وضغوط الحياة اليوم تمثل صورًا جديدة من الفتن التي نحتاج لمواجهتها بالإيمان والصبر.

كيف أستفيد من قصة زمن الفتن في حياتي اليومية؟

من خلال التأمل في مواقف القصة وتطبيق معاني الثبات، وتربية الأبناء على الصدق والإيمان لمواجهة تحديات العصر.

الخاتمة

في زمنٍ تتلاطم فيه الفتن من كل جانب، تبقى القصة خير مرآة تعكس لنا حقيقة الحياة وتعلمنا كيف نتمسك بالثبات والإيمان. قصة اليوم لم تكن مجرد حكاية، بل كانت دعوة للتأمل والتفكر في واقعنا، ورسالة واضحة بأن النجاة ليست بكثرة المال أو المنصب أو الشهرة، وإنما بالصدق مع الله وحسن التوكل عليه.

لقد أدركنا أن الفتن ستظل باقية ما بقيت الدنيا، لكن من يستضيء بنور الوحي ويتمسك بالقيم الراسخة سيكون أكثر ثباتًا وأقدر على مواجهة الإغراءات. والعبرة الكبرى أن من جعل الله غايته، جعل الله له من كل فتنة مخرجًا.

فلنجعل هذه القصة نبراسًا نهتدي به، ونغرس معانيها في قلوبنا وقلوب أبنائنا، حتى نواجه معًا تحديات هذا العصر بإيمان راسخ، ويقين ثابت، ووعيٍ يحصننا من الانجراف وراء زخارف الدنيا وزينتها.

المصادر الدرر السنية

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *